للنُورِ علاقةُ
مَعَ الرُّوحِ
قنواتٌ سريَّةٌ
فِي قاموسَيْهِمَا
الكذبُ غيرُ موُجُودٍ
الكلامُ بينهُمَا مفقودٌ
تواصُلٌ وتراسُلٌ
بحرفةِ الضياءِ
وإحداثيةِ الرُّوحِ
إمكانيةِ اللهفةِ
تلقائيةٌ بَلْ حتميةٌ
حوارٌ طويلٌ
لَا يُقاسُ بأدواتِ العلمِ
ومسافاتِ البُعْدِ
لَا يشترطُ رغباتِ الناسِ
ولَا حاجاتِ الحَيَاةِ
ولَا حَتَّىٰ صراعِ الجَسَدِ
تفاهمٌ مقدسٌ
خالٍ مِنَ التبايناتِ
النزواتُ فيهِ مقدسةٌ
التضحيةُ مِنْ أجلِهِ متعةٌ
لَا حدودَ لَهُ
ولَا تكهُّنَاتٍ
تمتماتٌ
همهماتٌ
كَـمَا عناقِ القَمَرِ والنسيمِ
مخاضُ ولادةِ العطاءِ
لوحاتٌ ربانيةٌ
يكوِّنُهَا النظرُ
تكسوهَا الرُوحُ
يتبنَّاهَا المجدُ
مِنْ بابِ الغَيْرَةِ
وتطلبُهَا النفسُ
تيمَّنَا بالنقاءِ والحُبِّ
تنيرُ الفكرَ
وتزينُ القلبَ
تواصلٌ يرسمُ
خطوطَ الجنةِ
عِنْدَ أطرافِ الليلِ
ينشطُ نبضُهَا
تتكاثرُ تأملاتُهَا
حواراتٌ عطْشَىٰ
لتوصيلِ الحنينِ
وتواصلِ الشوقِ
ووصفِ العطرِ
عَلَىٰ مدَىٰ العُمْرِ
يستمرُّ السهَرُ
حَتَّىٰ فِي النهَارِ
عِنْدَ لَحَظَاتِ الوِجْدَانِ
ومقاعدِ التفكُّرِ
يملئونَ جَعْبَةَ الحُبِّ
وصفاتٍ جنائنيةٍ
يغرقُ فيهَا الجدالُ والنكدُ
ويطوفُ عَلَىٰ وجهِهَا
نكهَاتُ اللذةِ
وأطيافُ الوردِ
لَا فواصلَ فيهَا
لَا نقاطَ
ولَا علاماتِ استفهَامٍ
يستنبطُ منْهَا
شهدُ العسَلِ
مِنْ الريقِ والريحِ
يجتمِعُ فيهَا
الشفتانِ والنهدِ
مَا أجملَ النُّورَ
مَا أرقَىٰ الوعدَ
ومَا أعظمَ
نقاءَ الرُّوحِ
يلتقيانِ فِي الربيعِ
كَـمَا النحلِ والوردِ
مثل سَمَاءِ الشتاءِ
عِنْدَ البرقِ والرعدِ
يتعانِقَانِ
دُونَ عناءٍ أَوْ جهدٍ.
محمد وهبه