أعرفُ الوردَ جيدًا
ويعرفُنِي
أضعُهُ عَلَىٰ صدرِي
يشرحُنِي
أشتمُّهُ عَنْ قربٍ وبُعْدٍ
ينعشُنِي
كأنِّي حقلُهُ
كأنِّي سهلُهُ
بألوانِهِ البهيةِ
يفرشِنُي
ينقِي العَيْنَ
يزينُ النظرَ
بصفوةِ رحيقِهِ
يأسرُنِي
أحاورُهُ بلغةِ الحُبِّ
بدقةِ القلبِ
بضياءِ القَمَرِ
ويحاورُني
عِنْدَ الفجرِ أسقِيهِ
أمتعُ نظرِي بنقائِهِ
بأريجِهِ الرائعِ
وربيعِهِ الدائمِ
يزوِّدُني
أدمنتُ الوردَ
فِي الصباحِ والمساءِ
وفِي كُلِّ آنٍ
وأدمنَنِي
أجالسُهُ كُلَّ يومٍ
عَلَىٰ شرفَتِي
أكلمُهُ ويكلمُنِي
مِنْ قالَ بأنَّ الوَحْدَةَ
مَعَ الوردِ وَحْدَةٌ
فهِيَ عطفٌ وحنانٌ
أغمرُهَا وتغمرُنِي
هِيَ لحنٌ نقيٌّ صَافٍ
يجوبُ فِي الْهَوَاءِ الطلقِ
أنشدُهُ بصمتٍ وحُبٍّ
وينشدُنِي
اللَّــٰهُ اللَّــٰهُ عَلَىٰ الوردِ
حينَ يغَنِّي
بجَمَالِهِ وعَبَقِهِ وسحرِهِ
ويطربُنِي
اشتمُّوا الوردَ
عانقُوهُ
لَا تقطفُوهُ
فإنَّ قطافَ الوردِ
جريمةٌ تعذِّبُكُمْ
وتعذِّبُنِي
الوردُ عَلَىٰ أرضِهِ
وبَيْنَ جذورِهِ
ملكُ الجنةِ
ينشرُ السعادةَ
فِي كُلِّ مكانٍ
ويسعِدُنِي.
محمد وهبه